فلسطين- بوصلة العرب، تأييد الطوفان، والكفاح المسلح لتحرير الأرض.

المؤلف: هشام جعفر11.20.2025
فلسطين- بوصلة العرب، تأييد الطوفان، والكفاح المسلح لتحرير الأرض.

غالبًا ما تنطلق السياسات من تصريحات المسؤولين، ثم تتبلور المواقف وتُصاغ الاستراتيجيات من خلال نقاشات معمقة تجري خلف الأبواب الموصدة. إن اتساع الهوة بين السياسات التي يتبناها المسؤولون وتلك التي يطمح إليها قطاع واسع من الشعوب، أصبح سمة ملازمة للعمل السياسي في عالمنا المعاصر. هذه الظاهرة لا تقتصر على الأنظمة الاستبدادية فحسب؛ بل تعاني منها أيضًا الدول الديمقراطية الصناعية. لقد تحولت أزمة التمثيل والنيابة عن مصالح الشعب إلى أزمة هيكلية عميقة الجذور في هذا العصر، وذلك لأسباب جمة، نذكر منها:

  • إصابة المؤسسات السياسية بالوهن والضعف.
  • هيمنة أصحاب النفوذ والمصالح، من رجال الأعمال وغيرهم، على عملية صنع السياسات واتخاذ القرارات المصيرية. تدهور مستوى النخب السياسية وتآكلها.
  • بالإضافة إلى تغذية النزعات الشعبوية المتطرفة وصعود التيارات القومية المتعصبة.
  • ناهيك عن التصدعات المجتمعية والاستقطاب الحاد الذي يُغذى بشكل مستمر ومنظم من خلال نشر المعلومات المغلوطة والأخبار الزائفة، وظهور المجموعات المتطرفة، وتصاعد نجم الساسة الشعبويين الذين يستغلون عواطف الجماهير لتحقيق مآرب شخصية.

أما في عالمنا العربي، فإن الفجوة تتسع باستمرار بين الحكام وشعوبهم؛ وذلك نتيجة لترسخ قناعة لدى الحكام باستقلالهم التام في اتخاذ القرارات وتدبير شؤون الدولة، بعيدًا عن أي ضغوط أو تأثير من جانب الشعب. ينظر الحكام إلى أنفسهم على أنهم الأعلم والأدرى بمصالح الناس في الدنيا والآخرة على حد سواء. يسعى الحكام من خلال وسائل إعلامهم الموالية إلى فرض أجندة محددة على النقاش العام، وتشكيل وعي الناس وإدراكهم للمستقبل وفقًا لرؤيتهم الخاصة، ولكن في ظل التطور الهائل في وسائل الاتصال الحديثة، أصبح من الضروري أن يرفع المواطنون أصواتهم ويعبروا عن آرائهم بصراحة ووضوح، من أجل تحقيق التوازن المطلوب. لقد مثلت استطلاعات الرأي، على الرغم من وجود بعض النواقص والعيوب فيها، إحدى القنوات الهامة التي تتيح الاستماع إلى آراء الناس العاديين، ومن خلالها يتضح التباين الصارخ بين ما يصرح به الساسة وما يريده الشعب.

حقائق ثلاث

يمكننا استخلاص ثلاث حقائق رئيسية من استطلاعات الرأي المتعددة التي أُجريت قبل وبعد عملية "طوفان الأقصى"، وسوف نعرض لهذه الحقائق في هذا المقال الموجز. هذه الحقائق ليست هي الوحيدة، بل هناك قضايا أخرى ذات أهمية كبيرة، مثل الترتيبات المتعلقة بمرحلة ما بعد الحرب في غزة، وفشل مخططات التهجير القسري، مع إمكانية الهجرة الطوعية لنسبة لا يستهان بها من سكان غزة تصل إلى الربع، وفقًا لما أظهرته استطلاعات الرأي، وهذا الموضوع يستحق تخصيص مقال مستقل نظرًا لأهميته البالغة.

الحقائق الثلاث التي سنتناولها هي:

  1. قضية فلسطين هي القضية المركزية للعرب جميعًا؛ فهي المعيار الذي يُقاس به الولاء والانتماء في السياسة العربية.
  2. وجود تأييد شعبي واسع النطاق لعملية "طوفان الأقصى"، وفهم عميق للأسباب التي أدت إلى هذه العملية.
  3. رفض قاطع ومطلق للتطبيع مع إسرائيل، وإيمان راسخ بأن الكفاح المسلح هو السبيل الوحيد لتحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة.

فلسطين عنوان الولاء والبراء السياسي

أظهر استطلاع للرأي أُجري في الشارع العربي، وفقًا لبيانات المؤشر العربي، إجماعًا تامًا على أن القضية الفلسطينية هي "قضية العرب جميعًا وليست قضية الفلسطينيين وحدهم"، حيث بلغت نسبة المؤيدين لهذا الرأي 92%. تجدر الإشارة إلى أن هذه النسبة تعتبر غير مسبوقة مقارنة بنتائج استطلاعات الرأي التي أُجريت في السنوات السابقة، فقد ارتفعت هذه النسبة من 76% في نهاية عام 2022 إلى 92% في هذا الاستطلاع الأخير. وقد شهدت هذه النسبة ارتفاعًا ملحوظًا في بعض الدول العربية؛ ففي المغرب ارتفعت من 59% في عام 2022 إلى 95%، وفي مصر من 75% إلى 94%، وفي المملكة العربية السعودية من 69% إلى 95%، مما يعكس تحولًا جوهريًا في آراء مواطني هذه البلدان.

تظل القضية الفلسطينية تحتل مكانة بارزة في وجدان الرأي العام العربي، ولم تفقد أهميتها لدى الأجيال الشابة، وعلى الرغم من الاعتقاد السائد في العديد من العواصم الغربية وكثير من الحكومات العربية، فإن إسرائيل لن تتمكن من تحقيق السلام مع جيرانها ما دام الفلسطينيون محرومين من حقهم في إقامة دولتهم المستقلة.

أظهرت نتائج المؤشر العربي التي نُشرت مؤخرًا أن المواطنين العرب يتعاملون مع الحرب الدائرة في غزة على أنها قضية تمسهم بشكل مباشر؛ إذ أعرب 97% من المشاركين في الاستطلاع عن شعورهم بضغوط نفسية (بدرجات متفاوتة) نتيجة للحرب على غزة؛ بل إن 84% منهم أكدوا أنهم يعانون من ضغوط نفسية كبيرة. وأفاد نحو 80% من المستطلعين بأنهم يواظبون على متابعة أخبار الحرب، في حين ذكر 7% فقط أنهم لا يتابعونها. وتتوزع مصادر متابعة الأخبار على قنوات التلفزيون بنسبة 54%، وشبكة الإنترنت بنسبة 43%.

هناك إجماع عربي شامل على التضامن المطلق مع الشعب الفلسطيني؛ حيث أعرب عن ذلك 92% من المشاركين في الاستطلاع؛ فقد صرح 69% منهم بتضامنهم الكامل مع الشعب الفلسطيني في غزة وحركة حماس، في حين أفاد 23% بأنهم متضامنون مع الشعب الفلسطيني وإن كانوا يختلفون مع حركة حماس، وقال 1% فقط إنهم غير متضامنين.

أما فيما يتعلق بتقييم الرأي العام العربي لسياسات القوى الإقليمية والدولية تجاه الحرب على غزة، فقد أظهرت النتائج أن الرأي العام العربي يعارض بشدة سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه الحرب على غزة، حيث قيم 94% من المستطلعين موقفها بأنه "سيئ" و"سيئ جدًا"، وقال 82% إنه سيئ جدًا. وفي السياق ذاته، اتفق 79% و78% و75% على أن مواقف كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا، على التوالي، سلبية. في حين انقسم الرأي العام العربي بشأن مواقف إيران وتركيا وروسيا والصين؛ بين من رآها إيجابية (48%، 47%، 41%، 40%، على التوالي)، ومن اعتبرها سلبية (37%، 40%، 42%، 38%، على التوالي).

وفي استطلاع للرأي أجراه الباروميتر العربي، وشمل عينة من المواطنين التونسيين قبل عملية "طوفان الأقصى" مباشرة واستمر بعدها لعدة أيام، تبين أن جميع الدول التي تربطها علاقات إيجابية أو ودية مع إسرائيل قد شهدت انخفاضًا في معدلات التأييد لها بين التونسيين. وقد شهدت الولايات المتحدة الأمريكية أكبر انخفاض في التأييد، كما شهد حلفاء واشنطن في منطقة الشرق الأوسط الذين أقاموا علاقات مع إسرائيل خلال السنوات القليلة الماضية انخفاضًا مماثلًا في أعداد مؤيديهم.

يمكن للمحللين والمسؤولين أن يفترضوا بثقة أن آراء الناس في مناطق أخرى من المنطقة قد تغيرت بطرق مماثلة للتغيرات الأخيرة التي حدثت في تونس. وأظهرت نتائج المؤشر العربي أن نحو 77% من الرأي العام العربي يعتبرون أن الولايات المتحدة وإسرائيل هما الأكثر تهديدًا لأمن المنطقة واستقرارها. ورأى 51% أن الولايات المتحدة هي الطرف الأكثر تهديدًا، في حين رأى 26% أن إسرائيل تشكل التهديد الأكبر.

فلسطين ليست مجرد قضية، بل هي القضية الحاسمة في عصرنا لأنها تكشف وتعرّي:

  • أولًا: الطبيعة الحقيقية للنظام الدولي القائم على القواعد والمعايير المزدوجة. وثانيًا: الإفلاس الكامل لحالتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتردية؛ إنها تجبرنا على مواجهة الأسس التي سيتم من خلالها إعادة هيكلة المنطقة، والتي تقوم أساسًا على المصالح الاقتصادية والمادية فقط، دون أدنى اعتبار للكرامة الإنسانية، وحكوماتنا غير الممثلة، والأهم من كل ذلك، أنفسنا.

عندما سُئل الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة، في استطلاع للرأي أجراه المركز الفلسطيني، عن أفضل طريقة لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة، انقسمت آراؤهم إلى ثلاث مجموعات: حيث رأت الأغلبية بنسبة 63% (68% في الضفة الغربية و56% في قطاع غزة) أن الكفاح المسلح هو الخيار الأمثل.

تأييد شعبي للطوفان

أظهرت عملية "طوفان الأقصى" أننا أمام صراع شامل بين تصورات واستراتيجيات متباينة: بين التمسك بالتاريخ ومحاولات طمس الذاكرة، وبين التمسك بالكرامة والرضوخ للبراغماتية، وبين المطالبة بالحقوق والسعي وراء المنفعة المادية الضيقة... إلخ.

يدرك الرأي العام العربي بعمق الأسباب الحقيقية الدافعة لعملية "طوفان الأقصى"، ولا يعتبرها مجرد مؤامرة من حركة حماس، ولا يراها بأنها تصب في مصلحة إيران، كما يعرب عن تأييده الكبير لهذه العملية على الرغم من محاولات البعض التشكيك في دوافعها والنتائج المحتملة المترتبة عليها، وهو في الوقت ذاته يدرك تمامًا حدود هذه العملية التي تأتي -في تقديري- من الضعف والهشاشة التي يعاني منها السياق العربي الحاضن. لقد كانت عملية "طوفان الأقصى" فعلًا عظيمًا في سياق بالغ الهشاشة والضعف على المستويين الرسمي والشعبي.

أبرزت نتائج المؤشر العربي أن الرأي العام العربي غير مقتنع إطلاقًا بأن العملية العسكرية التي نفذتها حركة حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول عام 2023 كانت تهدف إلى تحقيق أجندة خارجية؛ إذ اعتبر 35% من المشاركين في الاستطلاع أن السبب الأهم للعملية هو استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، في حين عزاها 24% إلى الدفاع عن المسجد الأقصى وحمايته من الاعتداءات، ورأى 8% أنها جاءت نتيجة لاستمرار الحصار الظالم على قطاع غزة.

أعادت معركة "طوفان الأقصى" الاعتبار إلى القدس والأراضي المحتلة، وسلطت الضوء على الانتهاكات المستمرة التي يتعرض لها الفلسطينيون، والأهم من ذلك أنها أثبتت أن الفلسطينيين ليسوا وحدهم في هذه المعركة. لقد ساد تصور خاطئ لدى الحكومات العربية وإسرائيل والحكومات الغربية مفاده أنه يمكنهم المضي قدمًا في عملية التطبيع دون تحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

أما فيما يتعلق بالنقاش الدائر حول مشروعية هذه العملية، فقد أظهرت نتائج استطلاعات الرأي أن 67% من الرأي العام العربي يعتبرون أن العملية "عملية مشروعة ومبررة". تتطابق إلى حد كبير توجهات الرأي العام العربي مع توجهات نظيره الفلسطيني فيما يتعلق بالموقف من عملية "طوفان الأقصى"، ففي استطلاع للرأي أُجري بعد العملية مباشرة من قبل المركز الفلسطيني للدراسات السياسية والمسحية، ظهر تأييد شعبي واسع النطاق للهجوم الذي شنته حركة حماس.

تشير نتائج الاستطلاع إلى أن غالبية أفراد العينة يعتقدون أن قرار حركة حماس بتنفيذ الهجوم كان قرارًا صائبًا، ويعتقدون أن الهجوم جاء ردًا طبيعيًا على "اعتداءات المستوطنين المتطرفين على المسجد الأقصى وسكان الضفة الغربية، ومن أجل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية".

هناك فروق واضحة وكبيرة بين مواقف سكان الضفة الغربية وقطاع غزة، من حيث "صحة" قرار حركة حماس (وأمور أخرى)، إذ إن مواقف سكان قطاع غزة تميل إلى إظهار درجة أكبر من الشك والتحفظ حول هذا القرار. ويتضح من النتائج أن الاعتقاد بـ"صحة" قرار حركة حماس لا يعني بالضرورة تأييد كافة الأعمال التي شابت العملية أو أُلصقت بها؛ إذ يعتقد أكثر من 90% من فلسطينيي الضفة الغربية وقطاع غزة أن مقاتلي حماس لم يرتكبوا الفظائع المزعومة التي وردت في مقاطع الفيديو التي تم بثها من قبل الإسرائيليين.

تشير نتائج المركز الفلسطيني أيضًا إلى أن الغالبية العظمى من الفلسطينيين يعتقدون أن مهاجمة المدنيين أو قتلهم في منازلهم هو أمر غير مسموح به على الإطلاق. كما تعتقد الأغلبية (باستثناء قطاع غزة) أن أخذ المدنيين كرهائن أو أسرى حرب هو أمر غير مسموح به أيضًا.

وقالت الأغلبية الساحقة بنسبة 81% (89% في الضفة الغربية و69% في قطاع غزة) إن ذلك يأتي "ردًا على الاعتداءات المتكررة من قبل المستوطنين على المسجد الأقصى، وعلى المواطنين الفلسطينيين العزل، ويهدف إلى إطلاق سراح الأسرى من السجون الإسرائيلية". بينما اعتقد 14% فقط (5% في الضفة الغربية و27% في قطاع غزة) أنها مؤامرة إيرانية مدبرة. وقالت الغالبية العظمى بنسبة 72% (82% في الضفة الغربية و57% في قطاع غزة) إنه كان قرارًا صائبًا وفي محله. وقالت نسبة ضئيلة بلغت 22% (12% في الضفة الغربية و37% في قطاع غزة): إنه قرار غير صائب.

الكفاح المسلح هو السبيل

عندما سُئل الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة، في استطلاع للرأي أجراه المركز الفلسطيني للدراسات، عن أفضل طريقة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، انقسمت آراؤهم إلى ثلاث مجموعات: حيث رأت الأغلبية الساحقة بنسبة 63% (68% في الضفة الغربية و56% في قطاع غزة) أن الكفاح المسلح هو الخيار الأمثل لتحقيق هذا الهدف؛ بينما رأت نسبة 20% أن المفاوضات هي الحل؛ وقالت نسبة 13% إن المقاومة الشعبية غير العنيفة هي الحل. قبل ثلاثة أشهر فقط، كانت نسبة 53% ترى أن الكفاح المسلح هو الحل الأمثل، وقالت نسبة 24% بالمقاومة الشعبية السلمية، وقالت نسبة 20% بالتفاوض. وقد ارتفع تأييد سكان الضفة الغربية للجوء إلى السلاح بنسبة 19 نقطة مئوية منذ تشكيل حكومة اليمين المتطرف الحالية في إسرائيل، وارتفع بمقدار 14 نقطة أخرى خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

يشبه التوجه السائد لدى التونسيين فيما يتعلق بالمقاومة المسلحة، كما كشفت عنه نتائج الباروميتر العربي، موقف الفلسطينيين؛ فبمقارنة بالاستطلاعات التي أُجريت قبل هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، نجد أن عددًا أكبر بكثير من التونسيين اليوم يريدون أن يحل الفلسطينيون صراعهم مع إسرائيل بالقوة بدلًا من اللجوء إلى التسوية السلمية.

لقد غيرت عملية "طوفان الأقصى" وجهات نظر التونسيين، تمامًا كما غيرت وجهات نظر العرب في البلدان الأخرى، بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بطرق جوهرية وهامة. فقبل السابع من أكتوبر، وعندما سُئل التونسيون عن الوسائل المفضلة لديهم لحل الصراع، فضل 66% منهم حل الدولتين على أساس حدود عام 1967، في حين فضل 18% مسارًا دبلوماسيًا بديلًا، مثل حل الدولة الواحدة ذات الحقوق المتساوية للجميع، أو الكونفدرالية، ولكن بحلول نهاية العمل الميداني بعد عملية "طوفان الأقصى"، كان 50% فقط من التونسيين يؤيدون حل الدولتين، أما أولئك الذين يؤيدون حل الدولة الواحدة أو الكونفدرالية فقد تراجعوا بسبع نقاط مجتمعة. وكان المكسب الأكبر من نصيب فئة "أخرى" التي ارتفعت بمقدار 30 نقطة مئوية لتصل إلى 36%. ومرة أخرى، أظهرت استطلاعات الرأي أن الغالبية العظمى من هؤلاء التونسيين يؤيدون استمرار المقاومة المسلحة.

إن الغضب العارم تجاه إسرائيل يتزايد بشكل ملحوظ في البلدان الأقرب إلى الصراع، أو في تلك التي تُؤوي أعدادًا كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين، مثل: الأردن ولبنان. وبالتالي فإن احتمال حدوث المزيد من أعمال المقاومة المسلحة هو أمر وارد ومتوقع. لقد شهد جيل جديد الآن أهوال الاحتلال الإسرائيلي على شاشات التلفزيون، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك الصور المأساوية للجثث والعائلات المكلومة التي من غير المرجح أن ينساها أبدًا. وقد تختار نسبة معينة من هؤلاء الشباب تمويل الجماعات المسلحة التي تقاتل ضد الوجود الإسرائيلي أو الانضمام إليها أو تقديم الدعم والمساعدة لها.

هل نحن على أعتاب رؤية تصعيد كبير في الكفاح الفلسطيني المسلح؟ بالنسبة للرأي العام العربي، وعلى النقيض من مواقف حكامهم المترددة، فإن القوة الهجومية وتأكيد الذات هما وحدهما القادران على تمهيد الطريق نحو مفاوضات أكثر عدالة وإنصافًا مع إسرائيل.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة